24 فبراير 2020

الحرب المستمرة على تنظيم القاعدة في اليمن

بقلم الدكتور فتوح هيكل

أعلنت الولايات المتحدة في السادس من فبراير 2020 عن تنفيذها لعملية عسكرية نوعية في اليمن مكنتها من قتل قاسم الريمي، زعيم “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية” الذي يتخذ من اليمن مُرتكزاً له؛ وهي عملية اعتبر الرئيس الأمريكي ترامب أنها ستضعف من قوة هذا التنظيم في شتى أنحاء العالم، وتُقرب بلاده من تحقيق هدف اجتثاث خطر هذه الجماعة التي تهدد الأمن الأمريكي؛ فما هي أبعاد هذه العملية النوعية ودلالاتها، وكيف ستؤثر على مستقبل تنظيم القاعدة في اليمن.

نشأة تنظيم القاعدة في اليمن وتمدده

تعود جذور تنظيم القاعدة في اليمن إلى أواخر ثمانينات القرن الماضي مع عودة آلاف اليمنيين الذين كانوا يقاتلون في أفغانستان ضد الجيش السوفيتي إلى بلدهم وهم مُتشبعون بالفكر الجهادي المتطرف الذي كان يدعمه الغرب آنذاك كسلاح في مواجهة الاتحاد السوفيتي؛ غير أن التنظيم لم يكن له حتى عام 2009، هيكلاً تنظيمياً واضحاً أو موحداً، وإنما كان يضم مجموعة من الجماعات والخلايا المنفصلة عن بعضها البعض – وإن كانت جميعها تتحرك بالفكر القاعدي نفسه، مثل: “جيش عدن أبْيَن الإسلامي” الذي تشكل على يد الإرهابي “زين العابدين المحضار”، في منتصف تسعينيات القرن الماضي؛ وكتائب “جند اليمن”؛ وتنظيم “الجهاد الإسلامي” وغيرها من التنظيمات التي كانت تُظهر انقسام القاعدة وتشرذمها في ذلك الوقت[1]. ومع ذلك، فقد جذب “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” الاهتمام الدولي بصورة كبيرة بعد الهجوم الإرهابي الذي نفذه في أكتوبر 2000 على المدمرة البحرية الأمريكية (يو إس إس كول) في ميناء عدن وأودى بحياة 17 عنصراً من عناصر الجيش الأمريكي وأصيب على إثره 39 آخرين. كما نفذ العديد من العمليات الإرهابية الأخرى التي استهدفت المنشآت النفطية والسياح الأجانب على غرار ما حدث عام 2007 عندما استهدف عدد من السياح الإسبان والبلجيكيين، والهجوم بالسيارات المفخخة على السفارة الأمريكية في صنعاء عام 2008[2].

وفي عام 2009، ظهر التنظيم، في صورته ومُسماه الحالي، بعد اندماج عناصر القاعدة في اليمن مع عناصر القاعدة الفارين من السعودية تحت وطأة الضربات الأمنية التي تلقوها هناك، ليشكلوا معاً “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية” بقيادة ناصر الوحيشي، ليتبع ذلك حدوث تطور ملحوظ في العمليات الإرهابية التي شنها التنظيم باستهداف المناطق العسكرية والمؤسسات الدولية، ومن أبرز هذه العمليات: محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية السعودية السابق في أغسطس 2009، والمحاولة الفاشلة لتدمير طائرة إيرباص تابعة لشركة Northwest Airlines أثناء توجهها إلى ديترويت في يوم عيد الميلاد من العام نفسه[3].

واستغل التنظيم الاضطرابات وحالة عدم الاستقرار السياسي والأمني التي شهدها اليمن عقب الانتفاضة الشعبية عام 2011، في توسيع نطاق تمدده داخل الأراضي اليمنية، حيث أعلن عن إنشاء دُويلات متطرفة صغيرة في أجزاء من أَبْيَن وشَبْوَة في الفترة ما بين 2011-2012[4]. ثم وسّع التنظيم من وجوده بعد الحرب الأهلية التي شهدها اليمن إثر انقلاب ميليشيات الحوثي على الحكومة الشرعية، وما تلاها من تدخل عسكري من قبل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية لدحر التمرد الحوثي عام 2015، حيث سيطر التنظيم على ساحل حضرموت بالكامل ومدينة المكَلَّا، خامس أكبر مدينة في اليمن، في سبتمبر من هذا العام[5].

FatoohInsight

عوامل تمدد التنظيم في اليمن

ساهمت مجموعة من العوامل في تمدد تنظيم القاعدة في اليمن وبقائه رغم كل الضربات التي تعرض لها منذ بدايات القرن الحالي، والتي يمكن إجمالها في العوامل الأربعة التالية:

العامل الأول ويتجلى في نظرة تنظيم القاعدة لأهمية اليمن في إطار خططه التوسعية والاستراتيجية – فاليمن راسخة في تفكير قادة القاعدة منذ تأسيس هذا التنظيم – ورغم أن البعض يرجع ذلك إلى أصول “أسامة بن لادن” الحضرمية، فإن هناك عوامل أخرى عديدة تعزز مكانة اليمن في فكر القاعدة، أشار إليها بوضوح أحد قادة هذا التنظيم، وهو “عمر عبد الحكيم”، المعروف بـ “أبي مصعب السوري”، في كتاب صدر له عام 1999 بعنوان “مسؤولية أهل اليمن تُـجاه مقدّسات المسلمين وثرواتهم”، ومن بينها: العامل الديموغرافي المتمثل في كثافة عدد السكان في اليمن وما تُتِيحُه من فرص لاستقطاب المتطرفين وتجنيدهم؛ والعامل الجغرافي المرتبط بما تتميّـز به اليمن من طبيعة جبلية حصينة، “تجعل منها القلعة الطبيعية المنِـيعة لكافة أهل الجزيرة العربية، والمعقل الذي يمكن أن يأوي إليه أهلها ومجاهدوها” بحسب تعبير الكتاب؛ والعامل المرتبط بانتشار السلاح في اليمن، والحدود المفتوحة التي تتيح للتنظيم حرية الحركة والمناورة العسكرية. وغير ذلك من عوامل أوضحها هذا الكتاب، وتعكس أهمية اليمن في فكر القاعدة.

العامل الثاني يتعلق بالتوظيف السياسي للجماعات المتطرفة، بما فيها عناصر تنظيم القاعدة، حيث تشير بعض المصادر إلى أن نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، أو بعض المحسوبين عليه، استغل هذا التنظيم في صراعاته ومعاركه السياسية الداخلية، ومن الأدلة التي توردها هذه المصادر، أن المنظمة الإرهابية التي تشكلت في اليمن في تسعينيات القرن الماضي باسم “جيش عدن أبْيَن الإسلامي، كانت تعمل بدعم من القائد العسكري  البارز في النظام آنذاك “علي محسن الأحمر”[6]. كما اتهم تقرير صدر عن فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات على اليمن في مجلس الأمن الدولي عام 2012، الرئيس صالح بأنه سهّل لكل من الحوثيين وتنظيم “القاعدة” توسيع سيطرتهم على شمال اليمن وجنوبه بعد انتفاضة عام 2011[7]، وأشار التقرير نفسه إلى التقاء صالح في مكتبه بصنعاء عام 2011 وبحضور وزير الدفاع آنذاك اللواء محمد ناصر أحمد بالأمير المحلي لتنظيم القاعدة سامي ديان[8]. فضلاً عن ذلك ساهم التعاطي غير الحكيم أحياناً من قبل النظام اليمني السابق مع تنظيم القاعدة على المستوى الأمني في مضاعفة خطر هذا التنظيم، ومن ذلك على سبيل المثال، الإفراج عن أعداد كبيرة من منتسبي القاعدة عام 2007 بعد قيامهم بإجراء مراجعات صورية، سرعان ما عادوا بعدها للانضمام للتنظيم[9]، وكذلك عمليات الفرار التي نفذها قادة خطرين تابعين للقاعدة عام 2006، من بينهم ناصر الوحيشي وقاسم الريمي اللذين توليا زعامة التنظيم لاحقا، من سجون يفترض أنها محصنة بشكل جيد[10].

العامل الثالث ويتمثل في طبيعة العلاقة التحالفية التي ربطت القاعدة بالتنظيمات المتطرفة الأخرى، ولاسيما جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي نُظر إليه على نطاق واسع، وخاصة في أوساط أبناء الجنوب اليمني، كراعٍ ومسهل لتمدد تنظيم “القاعدة” في الجنوب[11]. كما أن هناك الحقيقة التي تشير إلى أن معظم التنظيمات الإرهابية بما فيها القاعدة وداعش، قد خرجت من تحت عباءة الإخوان، وتأثرت بمنهجها الفكري.

العامل الرابع ويرتبط بحالة التوتر وعدم الاستقرار السياسي والأمني التي شهدها اليمن منذ تسعينيات القرن الماضي (الحرب الأهلية عام 1994، الحروب المتكررة مع الحوثيين، الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال الذي ظهر عام 2007، الفوضى التي خلفها الربيع العربي)، والتي وفرت بيئة مثالية لتنظيم القاعدة للتواجد والتمدد.

الحرب على التنظيم

تعرض تنظيم القاعدة في اليمن منذ بروز خطره المتجاوز للحدود بعد استهدافه المدمرة البحرية الأمريكية (يو إس إس كول) عام 2000 إلى حملة قوية سواء على المستوى المحلي من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية اليمنية، أو من قبل قوى دولية وإقليمية يأتي على رأسها الولايات المتحدة التي وجهت سلسلة من الضربات المؤثرة على قيادات التنظيم باستخدام تقنية الطائرات من دون طيار رداً على محاولات التنظيم ضرب أهداف أمريكية في الولايات المتحدة نفسها وفي الخارج.

ومنذ العام 2002، ، تاريخ أول عملية أمريكية لمكافحة الإرهاب باستخدام الطائرات من دون طيار في اليمن، نفذت الولايات المتحدة 289 عملية عسكرية باستخدام هذه التقنية، أسفرت عن مقتل أكثر من ألف مسلح من عناصر القاعدة، وفق بعض التقديرات[12]. وقد نجحت هذه العمليات في تصفية العديد من قيادات التنظيم الخطرة، من بينهم القيادي البارز أنور العولقي عام 2011، والقيادي سعيد الشهري عام 2013، والذي كانت واشنطن قد أفرجت عنه في وقت سابق من معسكر جوانتانامو، والزعيم الأخطر للتنظيم ناصر الوحيشي الذي وحد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تحت قيادته عام 2009، والذي استهدفته طائرة من دون طيار أمريكية عام 2015، وجمال البدوي، الرأس المدبر لعملية تفجير المدمرة الأميركية “يو إس إس كول” في اليمن عام 2000، والذي أعلن الرئيس ترامب قتله في عملية أمريكية متقنة في يناير 2019، وأخيراً زعيم التنظيم قاسم الريمي الذي أعلن ترامب مقتله مطلع فبراير 2020.

كما شهدت جهود مكافحة التنظيم الإرهابي في اليمن دفعة قوية، بعد دخول قوات التحالف العربي إلى اليمن لقتال المتمردين الحوثيين، حيث وضعت هذه القوات من ضمن أولوياتها استهداف التنظيمات الإرهابية الأخرى وعلى رأسها تنظيم القاعدة؛ وكان لدولة الإمارات العربية المتحدة دورها الأبرز والأهم في هذه المواجهة، حيث أشرفت على تدريب العديد من القوات اليمنية، التي تمكنت من صد هجمات تنظيم القاعدة على مدينة عَدَن بعد تحريرها وطرد العناصر المتطرفة منها.

كما تمكنت هذه القوات، بدعم الإمارات ومساندتها، من تأمين العديد من المدن والمحافظات وتحريرها من قبضة التنظيم وخطره، مثل لَحْجِ، وأبْيَن، وشبوة، وساحل حضرموت، الذي ظل خاضعاً لسيطرة إرهابي القاعدة لأكثر من عام[13]. وتمكنت هذه القوات عام 2016، بدعم ومشاركة إماراتية فاعلة، من تحرير مدينة المُكَلَّا الاستراتيجية، وساحل حضرموت بالكامل، من قبضة تنظيم القاعدة، واستمرت هذه الجهود في مطاردة عناصر القاعدة بعد ذلك حتى تمكنت من تحرير معظم الأراضي الخاضعة لهم.

ولاقت هذه الجهود الإماراتية ترحيباً كبيراً من أبناء اليمن، ولاسيما الجنوبيين الذين اعتبروها فرصة لتخليص محافظاتهم من قبضة هذا التنظيم الإرهابي[14]. كما لاقت ترحيبا دولياً، وعززت موقع الإمارات ودورها كشريك فاعل في مكافحة الإرهاب إقليمياً ودولياً.

وانعكست هذه الجهود الإقليمية والدولية في مجال مكافحة تنظيم القاعدة في اليمن بصورة واضحة في تراجع التنظيم بصورة كبيرة في السنوات التالية ووفقاً لبعض الإحصائيات انخض نشاط تنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية” وتراجعت عملياته بشكل مطرد من 145 عملية في النصف الأول من عام 2017 إلى 128 عملية خلال النصف الثاني من العام نفسه، ثم إلى 62 عملية فقط في النصف الأول من عام 2018[15].

دلالات عملية مقتل قاسم الريمي

تنطوي العملية الناجحة التي نفذتها القوات الأمريكية وتم الإعلان عنها مطلع فبراير 2020، وتمكنت من خلالها من قتل زعيم تنظيم القاعدة وتصفيته في شبه الجزيرة العربية، قاسم الريمي، على دلالات عدة مهمة:

  • أولها: أن الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن متواصلة ومستمرة. وأنها تحقق نجاحات مهمة على الأرض، وهذا في حد ذاته يرسل رسالة واضحة بأن هذه التنظيمات، وقياداتها، لن تكون في مأمن من الملاحقة والاستهداف داخل الأراضي اليمنية، أو في أي مكان آخر من العالم، وهذا يحد من حركة هذه التنظيمات وتمددها.
  • ثانيها: أن هذه العملية تُظهر ضعف تنظيم القاعدة في اليمن واختراقه، إذ أن استهداف زعيم التنظيم قاسم الريمي، ومن قبله قادة آخرين للتنظيم من ناصر الوحيشي وغيره، يُظهر حقيقة أن هذا التنظيم غير قادر حتى عن حماية قادته وزعمائه، وهو الأمر الذي أثار الشكوك داخل التنظيم نفسه حول إمكانية أن يكون مخترقاً من الداخل[16]، وهذه الشكوك في حد ذاتها قادر على أن تهز ثقة التنظيم بنفسه وبعناصره وتجعله ضعيفا وغير متماسك داخلياً.
  • ثالثها: أن مقتل زعيم التنظيم قاسم الريمي، ومن قبله قادة وزعماء التنظيم الآخرين، من شأنه أن يقلل من جاذبية التنظيم لدى العناصر المتطرفة، ومن ثم إضعاف قدرته على تجنيد المزيد من المتطرفين حول العالم. وهو أمر سيعزز من ضعف التنظيم وانقساماته الداخلية، ولاسيما مع تراجع الحاضنة الشعبية للتنظيم لدى بعض القبائل اليمنية، بالنظر إلى ما ارتكبه من أعمال عنف وقمع بحق السكان في المناطق التي سيطر عليها في الفترة ما بين 2011-2017.

مستقبل التنظيم

لا شك في أن قتل وتصفية زعيم آخر لتنظيم القاعدة في اليمن، سيؤثر سلبا على مستقبل التنظيم وصورته وقدرته على الحفاظ على تماسكه وتجنيد المزيد من المتطرفين كما سبقت الإشارة، ولكن حجم التأثير الذي سيخلفه مقتل قاسم الريمي نفسه على التنظيم، ربما لن يكون كبيراً بالنظر إلى اعتبارات عدة:

  • أولها: أن قاسم الريمي نفسه، لم يكن بالزعيم القوي أو المؤثر على تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، فرغم أن اسمه ارتبط بالعديد من العمليات الإرهابية التي لفتت الانتباه داخل اليمن وخارجه، وأهلته ليكون قائد التنظيم خلفاً لموحده ناصر الوحيشي الذي قتل عام 2015، فإن قيادة الريمي للتنظيم أظهرت أنه لا يملك التأثير والنفوذ الذي امتلكه أسلافه، وهو ما انعكس في تراجع عمليات التنظيم وضعف تماسكه من الداخل في فترة قيادته له[17].
  • ثانيها: أن التنظيمات المتطرفة مثل القاعدة وأخواتها أثبتت أن لديها القدرة على تفريخ قيادات أخرى خلفا لتلك التي يتم القضاء عليها، وعادة ما لا تتأثر بغياب زعيم فردي، إلا إذا كان هذا الزعيم مؤثراً للغاية ويمتلك تأثير معنوي كبير على عناصر التنظيم، وهو ما لم يكن يمتلكه قاسم الريمي.
  • ثالثها: أن تنظيم القاعدة في اليمن كان قد بدأ بالفعل مسيرة التراجع والضعف منذ العام 2015، تحت وطأة الضربات الأمريكية والعمليات النوعية التي قامت بها القوات اليمنية المدعومة والمدربة من قبل القوات الإماراتية في جنوب اليمن، ففي العام 2015، عندما تسلم الريمي قيادة تنظيم القاعدة، كان التنظيم يسيطر على مناطق واسعة في اليمن، من بينها السيطرة شبه الكاملة على المُكَّلا، كما كان له نفوذ واسع في شبوة وأبين، ولكنه تراجع بقوة منذ ذلك الحين تحت تأثير الضربات الموجعة من قبل قوات التحالف العربي والقوات اليمنية، ليتحول إلى مجرد خلايا متناثرة في بعض الأماكن المحدودة عند وفاة الريمي، ولا يتوقع أن تؤدي وفاة الريمي وتولي قيادة جديدة للتنظيم إلى تغيير هذا المسار التراجعي للتنظيم، إلا إذا تفاقمت حدة الحرب الأهلية والتدهور الأمني في البلاد.

خلاصة القول، لا يتوقع أن تنهي عملية مقتل قاسم الريمي خطر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أو تقضي عليه، فهذا التنظيم يمكن أن يعيد بناء نفسه من جديد ويخلق قيادات جديدة تتولى قيادته مستقبلاً، لكن هذه العملية ستضعفه حتماً، وتزيد ترهله داخلياً، أما القضاء على التنظيم نهائياً فإنه يتطلب توافر بعض الشروط والمتطلبات الضرورية، لعل أهمها: وضع حد للصراع العسكري الدائر في اليمن، والذي يستفيد منه التنظيم في تكثيف تواجده وتمدده في الأراضي اليمنية. ومواصلة الجهود الإقليمية والدولية التي بذلت في السنوات الأخيرة لمواجهة التنظيم بذات الزخم والقوة، ولاسيما من قبل قوات التحالف العربي والولايات المتحدة والقوات اليمنية المحلية، والبناء على ما تحقق من نجاحات كبيرة في هذا الصدد؛ لأن تراجع جهود مكافحة التنظيم ستعطيه الفرصة لإعادة بناء نفسه وقدراته من جديد، وهو ما سيشكل خطراً على اليمن والمنطقة والعالم.


[1] لمزيد من التفاصيل انظر: بشير البكر، القاعدة في اليمن والسعودية (بيروت: دار الساقي، 2010).

[2] Elisabeth Kendall, “Contemporary Jihadi Militancy in Yemen: How is the Threat Evolving?”, The Middle East Institute, Policy Paper, July 2018, p.3.

[3] “Profile: Al-Qaeda in the Arabian Peninsula”, BBC News, 16 June 2015.

[4] Elisabeth Kendall, op. cit. p.5.

[5] Summer Ahmed, “AQAP in South Yemen: Past and Present“, The Washington Institute, August 30, 2019.

[6] Elisabeth Kendall, op. cit. p.2.

[7] رغدة درغام، “تخبط أميركي وخليجي في اليمن والعراق”، صحيفة الشرق الأوسط، لندن، 27 فبراير 2015.

[8]  “صالح والقاعدة . . تاريخ فاضح من التوظيف السياسي”، صحيفة الخليج، الشارقة، 12 أبريل 2015.

[9] Elisabeth Kendall, op. cit. p.2

[10]  “صالح والقاعدة . . تاريخ فاضح من التوظيف السياسي”، مرجع سابق.

[11] Summer Ahmed, op. cit.

[12] “America’s Counterterrorism Wars: Drone Strikes: Yemen”, New America, January 28, 2020.

[13] هاني سالم مسهور، ” الإمارات ومكافحة الإرهاب.. اليمن نموذجاً”، صحيفة البيان، دبي، 24 يناير 2019.

[14] Summer Ahmed, op. cit.

[15] Elisabeth Kendall, op. cit. p.9.

[16]  ناجح إبراهيم، “أمريكا تخترق القاعدة والحرس الثوري”، صحيفة المصري اليوم، القاهرة، 21 فبراير 2020.

[17] Elisabeth Kendall, “Death of AQAP Leader Shows the Group’s Fragmentation—and Durability”, Washington institute, February 14, 2020.

التعليقات

البريد الالكتروني الخاص بك لن يتم كشفه.