11 مارس 2020

أثبتت الوقائع السياسية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، أن التيارات الدينية المتطرفة تتبنى تصورات متكلسة للهوية تقطع مع الانتماء الوطني وتنتصر للانتماء الطائفي والديني المتعصب، الذي يتحول إلى رفض للآخر وتعصب واستعلاء وتحريض على الكراهية واستسهال القتل باسم الدين. صلة وطيدة بين التطرف وبين صراع الهوية الدينية أثبتتها مستجدات العقود الأخيرة في المنطقة كما أكدتها الدراسات المهتمة بالقضية، ومن ذلك البحث الفكري الذي أصدره مركز “تريندز للبحوث والاستشارات” حول قضية “التطرف وصراع الهوية الدينية في الشرق الأوسط”.

أبوظبي – أصدر مركز “تريندز للبحوث والاستشارات” مؤخرا دراسة جديدة تحت عنوان “التطرف وصراع الهوية الدينية في عصر العولمة في منطقة الشرق الأوسط”. تناولت الدراسة بالتحليل مخاطر تسييس دور الدين في العلاقات الدولية، وما يترتب عنها من تصاعد للعنف الطائفي في العديد من المناطق حول العالم، وخاصة منطقة الشرق الأوسط.

وتتألف الدراسة من عدة محاور، تطرق أولها إلى جدلية العلاقة بين الهوية الدينية والتطرف، إذ أن الأزمات المعقدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط لا يمكن فهمها بمعزل عن الصراع باسم الهوية الدينية التي تتداخل فيها الأبعاد السياسية والطائفية والعقائدية والمذهبية، وباتت بالفعل أهم روافد الفكر المتطرف، وما يرتبط به من عنف تعاني منه بعض دول المنطقة.

هويات فرعية

أشارت الدراسة إلى أن الصراع حول الهوية الدينية يعد أحد الأسباب الرئيسية لظاهرة التطرف المسلح والعنف الطائفي، خاصة حينما تضعف الانتماءات الوطنية وتسود بدلا منها هويات فرعية بمضامين مذهبية وعرقية وإثنية ضيقة، والتي عادة تغذيها الجماعات المتطرفة والميليشيات المسلحة التي لا تؤمن بالدولة الوطنية، وتنحاز لانتماءاتها الفكرية والأيديولوجية.

وذكّرت الدراسة بأن هذه الجماعات حاولت استقطاب الكثيرين من خلال اللعب على وتر “الهوية الدينية”، فعلى سبيل المثال كان تنظيم التكفير والهجرة في مصر يطلق على نفسه “جماعة المسلمين”، لأن هذا المسمى يحمل معاني الاصطفاء والنقاء والعمق، رغم أنه كان يتبنى مبادئ تكفير المجتمع ويدعو إلى العنف.

كما أن المسمى الرئيسي الذي أطلقه أسامة بن لادن على تنظيم القاعدة كان “الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين”، استنادا إلى أن نقطة انطلاق بن لادن، ومن كان معه هي “قاعدة الجهاد” التي تأسست في باكستان، لاستقبال المقاتلين الذين جاؤوا من دول إسلامية عدة لخوض المعارك ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.

https://bit.ly/39K0ToY