10 مارس 2020

أصدر مركز "تريندز للبحوث والاستشارات"، دراسة جديدة تحت عنوان "التطرف وصراع الهوية الدينية في عصر العولمة في منطقة الشرق الأوسط"، وتناولت الدراسة بالتحليل مخاطر تسييس دور الدين في العلاقات الدولية، وما يترتب عليه من تصاعد للعنف الطائفي في العديد من المناطق حول العالم، وخاصة منطقة الشرق الأوسط. وحسب بيان للمركز، تتألف الدراسة من عدة محاور، تطرق أولها إلى جدلية العلاقة بين الهوية الدينية والتطرف، إذ أن الأزمات المعقدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط لا يمكن فهمها بمعزل عن الصراع باسم الهوية الدينية التي تتداخل فيها الأبعاد السياسية والطائفية والعقائدية والمذهبية، وباتت بالفعل أهم روافد الفكر المتطرف، وما يرتبط به من عنف تعاني منه بعض دول المنطقة.

كما تعرضت الدراسة في محورها الثاني إلى أسباب تصاعد الصراع حول الهوية الدينية، سواء تلك الخاصة بتنامي التوجهات الدولية نحو تسييس دور الدين وتوظيفه لخدمة مصالح بعض الدول أو الجماعات بما فيها تلك الدينية السياسية، أو اليمينية المتطرفة، أو الشعبوية التي تسعى إلى تقديم تأويلات معينة لمفهوم الدين تخدم مصالحها الضيقة، أو تلك المرتبطة بالأيديولوجيات المتطرفة العابرة للحدود، والتي تعبر عنها الجماعات المتطرفة كالقاعدة وداعش، والجماعات الدينية السياسية كجماعة الإخوان المسلمين التي ترى أن الوطنية تتحدد بالعقيدة لا بالتخوم الجغرافية.

وتُلقي الدراسة أيضا الضوء على ثورة الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة التي أسهمت في عولمة التطرف وتسييس الهوية الدينية، حيث نجحت الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية وقوى اليمين المتطرف في استغلال مخرجات هذه التكنولوجيا بفعالية في الترويج لمبادئها وأفكارها وفي عمليات التجنيد والدعاية والتنسيق والتخطيط للقيام بالعمليات الإرهابية.

وتُشير الدراسة في محورها الثالث إلى السمات العامة لعولمة التطرف الذي لم يعد يرتبط بمنطقة أو دين، وإنما تحول إلى ظاهرة "مُعولمة"، خاصة مع تصاعد قوى اليمين المتطرف وعودة الشعبوية إلى أوروبا في العديد من مناطق العالم في الآونة الأخيرة، وهذه الجماعات تشترك في العديد من السمات مع الجماعات الدينية السياسية والتنظيمات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، أهمها: رفض الآخر وعدم القبول به أو التعايش معه، التعصب والاستعلاء، التحريض على الكراهية، واللجوء إلى العنف والقتل باسم الهوية الدينية.

وأبرزت الدراسة في محورها الرابع والأخير أن احتواء الصراعات التي تتخذ من الهوية الدينية ستاراً لها رهين بالتصدي لمحاولات تسييس الدين، وتجنب الوقوع في فخ المصطلحات التي تشير إلى وجود صراع ديني أو حضاري، والعمل على ترسيخ الهوية الوطنية الجامعة، والاستفادة من التجارب الناجحة في مواجهة التطرف والإرهاب.

كما دعت الدراسة إلى تفعيل العمل بوثيقـة الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، التي وقع عليها شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وبابا الكنيسة الكاثوليكية "البابا فرنسيس" في أبوظبي في فبراير عام 2019 وتوظيف مخرجاتها وتوصياتها ضمن الآليات التي من شأنها الإسهام في التصدي للتطرف والإرهاب.

وخلصت الدراسة نفسها إلى أن المبادئ والأفكار التي تؤكدها تشكل خريطة طريق متكاملة للتصدي لقوى التطرف والإرهاب، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعايش بين الثقافات والحضارات، أساسها احترام الأديان وقدسيتها وعدم الزج بها في أتون الصراعات المذهبية والطائفية.

https://bit.ly/2IE4IQE