حذر «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» في أبوظبي من التأثيرات السلبية الواضحة لفيروس كورونا الجديد، (كوفيد-19) في حال استمراره لبعض الوقت، على الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ومعدلات النمو والتنمية فيه، وعلى مكانة الصين الدولية، وموازين القوى بينها وبين القوى الدولية الأخرى، لاسيما الولايات المتحدة التي تخوض معها حرباً تجارية، فضلاً عن حدوث تغيرات كبرى في طبيعة النظام الدولي برمته، إذا تعرضت الصين بالفعل للحجر الصحي من قِبل دول العالم، أو إذا هي انكفأت على شؤونها الداخلية لمعالجة تبعات الفيروس وانسحبت مؤقتاً من الساحة السياسية العالمية.
وأشار مدير الدراسات الاقتصادية في المركز محمود محمد شريف في ورقة بحثية إلى أن الفيروس الذي راح ضحيته أكثر من ألف شخص وأكثر من 60 ألف إصابة مؤكدة، قد يشكل، مع دخول النمو الاقتصادي العالمي بالفعل مرحلة التباطؤ، ضغطاً إضافياً من حيث إنه سيسهم في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، في وقت تقدر مراكز الدراسات الاقتصادية انخفاض النمو العالمي هذا العام بنسبة تتراوح ما بين 2.3% و2.5% بواقع انخفاض يساوي 0.2 نقطة مئوية، فيما تشير مصادر أخرى إلى انخفاض يتراوح ما بين 0.1 و0.2 نقطة مئوية. وأضاف أن ثمة قطاعات حيوية قد تضررت من انتشار هذا الفيروس على المستوى الدولي، من بينها حركة الصادرات الصينية، ومن ثم حركة التجارة الخارجية للصين، وهو أمر حيوي للاقتصاد الصيني الذي تعتمد قوته الأساسية على حركة التجارة الدولية، إضافة إلى قطاع السياحة العالمي، إذ يعد المسافرون الصينيون من أكثر المنفقين في السياحة الدولية، بواقع 150 مليون رحلة في الخارج بقيمة 277 مليار دولار في عام 2018، فيما سيتأثر قطاع السياحة العالمي بشكل كبير، إضافة إلى حركة السياحة الدولية إلى داخل الصين، مشيراً في هذا الصدد إلى أن عدداً من التقديرات تتوقع أن يؤدي الواقع إلى مزيد من التراجع في نمو الاقتصاد الصيني، حيث توقعت مؤسسات دولية عديدة أن يكون معدل انخفاض النمو في الصين ما بين 5.4% خلال عام 2020، أو قد يصل إلى 5.5%. وبين الباحث أن من الأسباب التي تعزز التوقعات بانخفاض النمو الاقتصادي في الصين عزلة الأخيرة عن العالم بسبب انتشار الفيروس، وانخفاض الإنتاج الصناعي، حيث تعتبر مدينة وُوهان عاصمة ولاية «هوبي» بؤرة الفيروس، مركزاً صناعياً مهماً بالنسبة إلى الصين.
https://bit.ly/2wkCzeC